الطريق عند الصوفية رمز للمنهج الذي يسير عليه العابد ليصل إلى معبوده.
وللصوفي ثلاثة أوصاف بحسب سيره في الطريق:
1- المريد: وهو الصوفي المبتدئ الذي يتلقى عن الشيخ.
2- السالك: وهو الذي يقوم بالرياضات والمجاهدات ليصل إلى الغاية.
3- الغاية: وهي الفناء في الإله المعبود أو الاتحاد به، ولهذا يؤمن غلاة الصوفية بسقوط الأوامر والنواهي والتكاليف عن الواصلين؛ لأن الغرض من الصلاة والزكاة والصوم... إلخ، بزعمهم -هو الوصول إلى الله، فمن وصل فلا حاجة له بها.
أركان الطريق:
الأول: الشيخ:
فلا يستطيع أحد الوصول إلى الله بمفرده أبداً، والشيخ عند الصوفية ليس مجرد واسطة أو وسيلة للتربية كالأب أو المعلم، بل هو واسطة للإيمان والقبول.
ولهذا فطاعته مطلقة، ويجب أن يكون المريد بين يديه كالميت بين يدي الغاسل، ولا يجوز للمريد أن يعترض على شيخه، مهما فعل من قبيح أو حرام ولو كان هذا الاعتراض في سر المريد، بل يجب أن يسلم له ظاهراً وباطناً.
وعلى المريد أن يلتزم بما يجلبه الشيخ من أوامر وأذكار وصلوات، وأن يتأسى به ويذيع كراماته ويدافع عنه.
الثاني: الخلوة:
المتصوف الحقيقي لا بد له من الخلوة سواءً أكانت في زاوية أو في صحراء أو غابة، وأقل ما تحصل به الخلوة أن يلف على رأسه ووجهه كساءً غليظاً يختفي به عن الناس، ويطيل ترديد الأوراد ويفرغ قلبه من كل شيء.
وفي الخلوة ينقطع الصوفي عن الناس حتى عن الجمعة والجماعة، ويلتزم بصيام معين وأوراد معينة حتى يكاشف ويفتح عليه.
الثالث: الفتح والمكاشفة:
مع دوام الخلوة والذكر يأتي الفتح أو المكاشفة وهو يطلق على أشياء كثيرة، فقد يكون نداء وخطاباً يسمعه، أو صورة يراها أمامه، أو خارقة تجري على يديه ونحو ذلك مما هو بلا شك من إيماءات الشياطين أو أصواتهم وأفعالهم.
الرابع: الكرامة:
لكي يكون الصوفي ولياً لا بد له من كرامة كما أنه لا بد لكل نبي من آية (معجزة)، وتدعي الصوفية لأوليائها كرامات كثيرة بعضها كذب واختلاق، وبعضها من آثار الرياضة الطويلة، أو من آثار السحر والاستعانة بالشياطين، أو الاحتيال بحيل خفية.
فقد يطير الواحد منهم في الهواء أو يمشي على الماء، أو يطعن نفسه ولا يضره شيء، أو يدع الطعام والشراب زمناً طويلاً... إلخ، ويدعي أن هذا كرامة بسبب ولاية له.
وهذا من أوضح الأدلة على فساد التصوف وانحرافه عن الإسلام، فإن أعلى الأولياء هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم تحصل لهم مثل هذه الأمور.
وأهل السنة والجماعة يؤمنون بالكرامة الحقيقية، ومع ذلك يؤمنون بأن أعظم كرامة للمؤمن هي تمسكه بالكتاب والسنة، وتجنبه للبدع والفواحش، وجهاده ودعوته إلى الله تعالى، والصبر على الأذى في ذلك.
أما هذه الخوارق فإن سحرة الفراعنة والهنود واليهود، يفعلون مثلها وأعظم منها، فما لم يكن التمسك بالسنة والاجتهاد في التقوى هو مقياس الولاية فلا فرق بين الولي والساحر والمشعوذ.